ما أجمله من حديث نفس بقلم محمد نصر


الشاعر هاشم الرفاعي صاحب القصيدة الشهيرة "ملكنا هذه الدنيا قرونا"، له قصيدة أخرى من أروع ما يكون اسمها "رسالة في ليلة التنفيذ"، يتخيل فيها سجينا محكوما عليه بالإعدام لأنه كان يطالب بالحق، يكتب رسالة في ليلة التنفيذ، سأنقل لكم بعض أبياتها الرائعة.

يقول الشاعر مخاطبا نفسه لائما لها على ما جنته عليه:

ويدور همس فى الجوانح ما الذى بالثورة الحمقاء قد أغرانى؟
أو لم يكن خيراً لنفسى أن أرى مثل الجميع أسير فى إذعان؟ما ضرنى لو قد سكت، وكلما غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل، يجرى مطفئاً ما ثار فى جنبى من النيرانوفؤادى الموار فى نبضاته سيكف فى غده عن الخفقان
والظلم باق، لن يحطم قيده موتى، ولن يودى به قربانى
ويسير ركب البغى ليس يضيره شاة إذا اجتثت من القطعان

*****
وهنا يرد الشاعر بأبيات رائعة على تلك الخواطر قائلا:

هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتى ... وتمور بعد ثوان
وتقول لى : إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان
أنفاسك الحرة وإن هى أخمدت ستظل تغمر أفقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى أغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الربان
إن إحتدام النار فى جوف الثرى أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج .. يقتلع الطغاة مزمجراً أقوى من الجبروت والسلطانأنا لست أدرى ، هل ستذكر قصتى أم سوف يعروها دجى النسيان ؟
أو أننى سأكون فى تاريخنا متآمراً أم هادم الأوثان ؟كل الذى أدريه أن تجرعى كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلباً غير الضياء لأمتى لكفانى
أهوى الحياة كريمة لا قيد ، لا إرهاب ، لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتى يغلى دم الأحرار فى شريانى
ويمكنكم البحث عن القصيدة كاملة على شبكة الانترنت.
ما أجمله من حديث نفس بقلم محمد نصر

0 التعليقات: