دقات الساعة بقلم م علي السيار


كنت جالس أمام الساعة فى غرفة الاستقبال فى البيت ودقاتها الخافتة تطارد الزمن ثم أتى ابنى الاكبر فى ثالث عام جامعي فتذكرت أنى متزوج منذ اكثر من عشرين عاما..
تذكرت كيف مرت
 السنون بين اقبال وادبار بين علو وانحدار بين فرحة وطرحة بين سعادة وحزن بين طاعة ومعصية ....
عشرون عاما مرت فى غمضة عين فأصبحت ماضى فى عمر الانسان ...
سميها دقات الساعة او سميها نقطة زمنية إن شئت  لكنها مرت
مازالت الساعة  تدق بخفوت كقلوبنا الضعيفة التي اعيتها المعصية وتغشاها الوهن من كثرة الغفلة ...فكنت افكر في سرعة التوبة ووجوب الندم والرجوع الي الله قبل فوات الاوان...
ثم تاملت مرة اخري وجدتها تسير ببطئ كأعمارنا الرتيبة وايامنا السليبة بردوة الحياة تثقلها اكثر اكثر حتي تفننا في اضاعة الوقت بين الثرثرة والنوادي والمقاهي , 
لكنها كانت تعلن لنا أنها طوال النهار والليل وانها مقسمة الي ساعات وكل ساعة لها خصوصية وتميز وتفرد  لكل ساعة عمل ولكل وقت آداء وان الله خلق ذلك بقدر وحكمة ..
لاحظت أن آدائى ما زال ضعيفا وأن الماضى لن يوصلنى الى شئ وأنه يجب على الاجتهاد وبحثت فى الماضى فلم أجد شئ يستحق الذكر صممت على أن أعيد حساباتى وأن أبدأ من جديد ...
ولكن دخلت على زوجتى ومعها ابنى الصغير عمره ثلاث سنوات مازال يبتسم ابتسامة بلون الفجر ويملا وجهه الحالم بكل حيوية ديننا الحنيف وعنفوان مخلوط ببراءة وسماحة الاسلام الغالي  فتولد عندى أمل أو أمنية أننى سأعيش حتى يكبر مثل أخية...
وأنني يجب ان البس رداء الامل واستيقظ من غفلتي وامسح عن عزيمتي وهن السنين ...
رغم هذة العزمة ورغم تهلل داخلي كانت مرارة واقعي وأدائي الضعيف تنشر تلاوين الحزن علي وجههي المرهق –
قالت لى زوجتى لماذا أنت حزين أخبرتها  بدقات الساعة ودخول ابني وعجزي الكئيب ...
قالت هون عليك ..فأنت تدعو الي الله وتعظ الناس وانك كنت حسن المعاملة لوالديك ولنا وو  ...........
قلت لها لا تواسيني او تطمنيني أنا أعرف نفسي ؟ قالت وما العمل ؟
قلت :  يجب علينا أن نعيد حساباتنا ونبدأ من جديد ثم صمتنا 
وذهبوا جميعا وتركونى نسيت امر الساعة  لأن وقت الغروب حان انه وقت محبب الي نفسي مازلت اتذكر اول ورد رابطة مع استاذي ومعلمي مهندس سعيد سعد في العالمين حينما كانت الشمس تاذن بالغياب ..وكانت اشعة الشفق تنسج الراحة لنفوسنا ولقلوبنا الاياب كان معنا الاخ المرحوم حامد زايد والاخ المرحوم خميس شبكة ..سرت قشعريرة عجيبة في جسدي وبدأت تتعافي بداخلة فطرة البدايات وعذوبتها ..واخت اردد وانا اتذكر جميع من لهم فضل علي كانت الدموع تنزل حارة اللهم انك تعلم ان هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك والتقت علي طاعتك وتوحدت علي دعودت وتعاهدة علي نصرة شريعتك ....  وأمتنا على الشهادة فى سبيلك.... فتلعثم لسانى  وترددت فاعدتها مرة ثانية ةثالثة ..احسست بالكذب هل انا فعلا اعي ما اقول ..هل فعلا احيا حياة من يتمني الشهادة ...كانت صورة  حامد وخميس  تداعبني وانا اتذكر كم من الأحبة فارقوا عالمنا وكم منهم ينتظر ولحظة الذهاب قد حانت منذ القدم لكنني مازلت اتعثر في خطواتي
..يارب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ..
يارب عاملني بلطفك وحنانك وجدد الايمان في قلبي..
وارزقنا اسباب الطاعة جميعا وحسن استغلال ما بقي من عمرنا

0 التعليقات: