رحلة نحو الجمال بقلم م علي السيار

كنت في طريقي من دمياط الجديدة إلي الإسكندرية عبر الطريق الدولي الجديد ، بعد الشروق .. الشمس تطارد السيارة خلفي وهي تبتسم والسيارة تشق الطريق .. وأنا أتأمل البحر عن يميني ,ألوانه الزرقاء الزاهية المتفاوتة الزرقة وأمواجه تتهادي وتتكسر علي الشاطئ وهو ينفس بهواء نقي بارد يلسع وجهي فأهتف من أعماق قلبي .. سبحااااااااااااان الله ..

و علي يساري.. مزارع خضراء جميلة غاية في الروعة بألوانها الخضراء المتفاوتة الخضرة تتخللها ألوان الورود والثمار وجداول الماء الصغيرة تحمل الخير لها حتي كانك تحس بقطرات الماء تنساب في جذورة وهي تسبح فتتلقها الجذور بالحمد والثناء علي الله فتورق وتثمر بإذن ربها وإذا بالطيور تنتقل من غصن إلي غصن ومن زرع إلى آخر .. سبحانك يارب ما أروع خلقك

بعد قليل .. تري رمال البرلس الصفراء كالذهب اللامع .. كثبان رملية يتهادي الرمل منها من أعلي الكثيب إلي أسفله في ً خطوط منسدلة غاية في الروعة والزهاوة ..أحسست انها تقف حارسة ..شامخة .. عزيزة .. أبية .. متجردة .. تشهد علي الأرض وعلي الناس وتشاهدني من بعيد وتضحك مني وتقول ايها المتأمل سبح الله الكبير المتعال ... قالت لي ما أنت الا ذرة من رمالي مأنت الا قطرة من هذا البحر ما أنت ورقة منثورة من هذه الاشجار ...

أخذت أردد الآية وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ( 141 ) ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ً (

....

هتف الجمال في الكون في وجهي تعالي إلي الإبداع الإلهي

نزلت الدموع من عيني قطرة متباعدة عن أختها .. لمستها بلساني أحسست أنها ذاتها تسبح .

أخذت أردد أذكار الصباح حتى وصلت إلي الصلاة علي النبي تذكرت جمال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ... نعم هي رحلة اخري مع الجمال..

يقول بن حجر ( أن أكمل الصفات خلقا ً وخلقا ً فهو كل الكمال ..وجل الجلال .. وجملة الجمال ) .

قال علي ( كان النبي أجود الناس كفا ً وأجرأ الناس صدرا ً وأصون الناس لهجة وأوفي الناس ذمة وأكرم الناس عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه ,,لم أر قبله ولا بعده مثله ).

قال البراء ( كان أحسن الناس وجها ً وأحسنهم خلقا ً .. كان وجهه كالقمر ) .

قال الربيع ( لو رأيته رأيت الشمس طالعة ) .

قال جابر ( لو رأيته في ليلة انظر إلي القمر فإذا هو أحسن من القمر ) .

قال أبو هريرة ( رأيته فإذا هو أحسن من كل شئ .. كأن الشمس تجري في وجهه ) .

قال كعب ( حتى كأن وجهه قطعة من القمر ) .

نزلت الدموع من عيني وأنا أتذكر السيدة عائشة وهي تغزل غزلا ً وثناياه تبرق ..وكأنه تغزل علي بريق ثناياه .

قال بن عباس ( إذا تكلم يخرج النور من بين ثناياه ) .

قال جابر ( لم يسلك طريقا ً إلا عرفت أنه مر من هنا من أثر الطيب ) .

أنظر إلي هذه الصورة الجميلة .. إنه يعبر عن كمية المشاعر والحب بين الحميمين ...

أخذت بيده فوضعتها علي وجهي وهو يتصبب عرقا ًفإذا هي أطيب من المسك وأبرد من الثلج

أتخيله صلى الله عليه وسلم وهو يترك يده الشريفة لي وأنا أقبلها تارة وأضعها علي وجهي تارة .

قطرات الدمع تتهادي وكأني أقلب وجهي في هذا البهاء الفسيح .. أحس به صلى الله عليه وسلم ..

كنت أردد اللهم صلي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..اللهم صلي علي حضرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. ثم اللهم صلي علي شفيعي محمد صلى الله عليه وسلم ..اللهم صلي علي حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ..اللهم صلي علي نور عيني محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم صلي علي نبيي محمد صلى الله عليه وسلم ..اللهم صلي علي رسولي محمد صلى الله عليه وسلم .

أحسست بخصوصية شديدة ، أحسست بالقرب أكثر .. أحسست أنه معي وحدي .. أحسست بنبضات قلبي تناديه .. أحسست بالدماء في شراييني تناديني اللهم صلي علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. نعم ينبض قلبي بحبه .. يارب بهذا الحب أسألك أن تحشرني معه ..وأن تسقني بيده وأن تجمعنا به

أخذت أنوع في الصلاة علي النبي .. علي أحمد .. علي محمد .. علي الحاشر . علي الماحي .. علي البشير ..علي النذير .. علي طه الحبيب .. صلى الله عليه وسلم .

مع تنوع كمالاته ....نوعت صلاتي

مع تنوع عطاءاته ..نوعت صلاتي

أحسست بلوحة البهاء والجلال تملأ المكان بذكر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..

..

نعم كم نفتقر إلي الإحساس بالجمال

كم نفتقر إلي الإحساس بالجمال من حولنا..

كم نفتقر إلي الإحساس بالجمال في ذواتنا ..

كم نفتقر إلي الإحساس بالجمال في ديننا ..

للأسف اصبح الجمال فقط ما يصدره الإعلام الخبيث من أجساد عارية ..

بقلم م. علي السيار

0 التعليقات: