منابع النيل ورأس الأفعى بقلم محمد نصر

منابع النيل ورأس الأفعى
 
الجميع يعلم أن رأس الأفعى و المدبر الحقيقي لأزمة منابع النيل الحالية هو هذا الكيان الصهيوني، وقد تكلمنا قبلا عن التعامل مع قضية منابع النيل من خلال دعم السودان في قضية دارفور في مقال "الصراع بين مصر وإسرائيل على منابع النيل". ويبقى لنا في هذا المحور عودة حول انفصال الجنوب السوداني وخطورته على المنطقة و سبل دعم وحدة السودان خاصة وأن استفتاء انفصال الجنوب على الأبواب. وأعتقد أن وجود سودان قوي وموحد سيكون بمثابة رأس حربة إفريقية تقوم بتأمين منابع النيل بإذن الله.

ولكن هذا اليوم سأتناول قضية أخرى، و هي التعامل مع رأس الأفعى إسرائيل ورد الضربة لها، فنحن نتعامل مع عدو لا يستوعب إلا لغة القوة.

فكيف نرد الضربة للكيان الصهيوني؟
الذي يدرس الموارد المائية في الكيان الصهيونية يجدها شحيحة جدا، لذلك فالكيان يقوم بسرقة المياة علنا من الأردن (نهر الأردن وبحيرة طبرية)، ولبنان (نهر الوزاني، والليطاني)، والجولان السورية(جبل الشيخ، بحيرة مسعدة، نهر اليرموك، وادي يرموك، نهر بانياس، وغيرها)، بالإضافة إلى الينابيع والأمطار والثلوج في هضبة الجولان وغيرها.

غياب هذه الموارد المائية (أو تقليلها) يعني ببساطة:
  • أن يتم إيقاف الإستيطان الذ يعتمد بشكل كبير على المياه والمنتجات الزراعية.
  • أن تتدهور الزراعة هناك تدهورا كبيرا، لأنها ستخصص لأغراض الشرب فقط. للعلم اليهود حريصون جدا على تحقيق اكتفائهم الذاتي من الحبوب واللحوم لأنه هدف استراتيجي بالنسبة إليهم. و ندرة المياه يعني أن يتحول الكيان الصهيوني لمستورد لهذه السلع الاستراتيجية، مما يضعف من موقفه بشكل كبير.
  • أن تموت إسرائيل عطشا.
  • ستمتلك القيادة السياسية أوراقا تناور بها الكيان الصهيوني.

هنا يجب علينا البدء في هذه المسارات فورا:
  • إعلاميا: يجب أن يكون هناك وعي إعلامي عربي وإسلامي وعالمي بقضية سرقة المياه العربية، وأثر ذلك على متوسط استهلاك المواطن العربي من المياه التي وصلت لمراحل متدنية. بصراحة التشهير بالكيان الصهيوني.
  • البدء في مشاريع مائية (بحيرات اصطناعية، وسدود، ومحطات ضخ) لاستعادة الموارد المفقودة. أو على الأقل دراسة كيف يمكن السير في هذا الاتجاه.
  • أن نقوم بوضع سيناريوهات سياسية للتعامل مع هذه القضية، وإثارتها في المحافل الدولية. والتمهيد للبدء في البناء.

عندها و عندها فقط، ستتغير الأوراق تماما بإذن الله في ملف صراع المياه مع الكيان الصهيوني.

وصدقا أتعامل مع قضايا الصراع مع الكيان الصهيوني من منظور أمتي الإسلامية الكبرى، ولكن أناشد حتى أولئك الذين ينظروا للقضية من منطلقات أضيق نطاقا أن يدركوا أننا جميعا في قارب واحد، وأن العدو الصهيوني لا هم له إلا إضعافنا مهما قدمنا له من تنازلات. وأن السبيل الوحيد للتعامل معه هو سبيل إعداد العدة وقراءة أوراقه والتعامل معها باحترافية شديدة. وصدق الله تعالى إذ يقول: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)

والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

محمد نصر
24 – جمادى الأولى – عام 1431
08 – مايو – 2010

ملاحظة: من أراد أن يدرس الموضوع باستفاضة أكثر يمكنه الرجوع إلى المصادر التالية:
-          الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية "استراتيجية وتاريخ". http://www.alukah.net/Culture/0/1836/
-          موقع المياه في الصراع العربي الإسرائيلي من منظور مستقبلي. http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/3A9272DD-00CD-46E7-B7DE-299A8F888646.htm

0 التعليقات: