خواطر حول قول الله تعالى "رب أرني أنظر إليك"

بقلم م علي السيار

كل عام وأنتم بخير...
النفس تعشق كل جديد، وجدير بالداعية أن يجدد حياته، فالليل والنهار يعملان فيه، فلِمَ لا يعمل فيهما؟ كل ذلك ليسعى لتطوير العمر الإنتاجي في العبادة الدنيوية والأخروية.
ومما يحقق ذلك همَّة وثابة فذة، تنطح الثريا، وتناطح السحاب.
فلقد كان من الآيات التي سطرها ربنا العظيم في كتابه العزيز كنموذج فريد لصاحب الهمة العالية، قول نبي الله موسى عليه السلام رب أرني أنظر إليك (الأعراف:143)، كدليل على الهمة العالية التي يجب أن يتحلى بها الداعية في حياته.
ورسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم يرسم لنا خطاً واضحاً لأصحاب الهمة العالية، ألا وهو تربية الرجال ليكونوا حملة الإسلام ودعاته. فحين أرسل عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه لمقاتلة اليهود وفتح خيبر قال له: "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النعم"، فكانت رسالة لكل مسلم أن يهتم بهداية الناس إلى الإسلام العظيم، مما حدا برسولنا العظيم محمد ص لأن يسعى جاهداً لهداية عمه أبي طالب، فنزل قول الله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء (القصص:56).
وقد كانت همّة الرسول
صلى الله عليه وسلم في الدعاء والتضرع إلى الله عالية لهداية الناس، وليحقق النجاح والتوفيق مما جعله يقوم الليالي الطوال باكياً خاشعاً مردداً: "أمتي أمتي".
ويشحذ رسولنا العظيم همتنا بتوجيهاته، فيبين أنه في يوم القيامة يأتي بعض الأنبياء ومعه الواحد ويأتي بعضهم ومعه الرهط ويقول: "فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً"، فيعلمنا أن تتربى أمته من بعده على حب الله ورسوله والإسلام، ليعتز بنا يوم القيامة ص فتكون تربية الرجال همّة الرجال، فما استأسد اليهود على المسلمين، إلا لعلمهم بأن الرجال أصبحوا غير قادرين على القيام بالمسؤولية.
ورحم الله الإمام حسن البنا حين أرسل كتائب من الإخوان المسلمين للجهاد وفي فلسطين، مما جعل اليهود يهابونهم ويهربون من مواجهتهم، لأن العالم يحتاج لرجال ليس همهم كروشهم وقروشهم، بل همهم الإسلام وعزه ورفعته.
ورحم الله سيد قطب إذ يقول:
سأثار لكن لرب ودين
وأمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام
وإما إلى الله في الخالدين
وها هم رجال الانتفاضة يسطرون أروع آيات الفداء والتضحية، بجعل أجسامهم قنابل بشرية لم يعرفها المهندسون والمخترعون في هذا القرن ليقضوا على شرذمة اليهود همهم الأكبر وعجلت إليك رب لترضى" 84 (طه)..
لنجعل من أنفسنا وأهلينا ومحبينا رجالاً وأسوداً تترفع عن سفاسف الأمور، وتطمح لمعاليها، وهمتنا كما قال الشافعي يرحمه الله:
همَّتي همة الملوك ونفسي *** نفس حر ترى المذلة كفرا
فيا أمة الإسلام: العالم في أمسِّ الحاجة لأصحاب الهمم العالية كابن تيمية، وحسن البنا، وسيد قطب، وعبدالله عزام، وعزالدين القسَّام، فلنعد للدين مجده، ولتُرق منَّا الدماء ...
مما لاشك فيه ان العام المنصرم شهد تراجعا كبيرا  في ادائاتنا واعمالنا وأحسب انها الفترة التي سيعقبها الشره..ربما يكون هناك ضعف ايماني وتعبدي هو السبب وربما يكون هناك ضعف علمي وثقافي نتيجة الكتب المختصرة والكبسلوت الجديدة التي لا يتعاطاها احد الا ما رحم ربك...لذا ايها الاحبه نحتاج الي بحث الاسباب والتحرك كل من مكانه فكلكم علي ثغر ولا يؤتي احدكم من تغرة...محبكم في الله م /علي السيار 

1 التعليقات:

إسلامنا جميل يقول...

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم